الجمعة، 5 فبراير 2016

كلمات في الوحدة والعزلة والصمت



لماذا يخشى الإنسان حتى أن يكون صادقاً مع نفسه في هذا الوقت؟
يضحكُ في العلن بينما يخفي في خلوته الكثير من الألم...
هل يخاف على نفسه من الوحدة؟
أم أن الناس عجزوا أن يسمعوا صوت قلوبهم
لخوفهم ان يكونوا وحيدين او يوصموا بالجنون؟!
ولِمَ أخافُ من جنوني في هذا الوقت وجنوني عالمٌ أكمل؟!
٩ مارس ٢٠١٥ 


المساجدُ مكتضةٌ بالعابدين
وانا هنا عاشقٌ وحدي
تائهٌ في حُسنِكَ الكوني
أراك حقَّ العاشقين ومرجى حيرة الحائرينْ
يرونكَ لحاجةٍ أو مخافة ولا أراكَ إلا قلبيَ المستوطن في حُسنِ صفاتي
وأنت عن قبيحها متعاليْ
ما رأتكَ الأعيُن وما أبصرتك السرائر
فصلِّ على الحائرين الواقفين عند باب معرفتك
المؤمنين بطرائق العشق
أو السالكين إلى مراتبه
ليلة القدر،١٠ يوليو ٢٠١٣  


"طائرالعشق"
كان طائرُ العشقِ يغنّي وحيداً، وحين دخل الناس في بحر عشقه أفواجاً، عادَ ليغني وحده. طار طائر العشق يوماً وحلَّ على غصن شجرتي، فقال: يا من تغني في هذا المأوى إليَّ إليَّ، ومن قال لك لا تهجرني إلا بسُلطان فهو سُلطان. ولكل إمرءٍ سُلطانه، وسُلطان هذا العشق أنه غناء بين إثنين:
هجرتُ الديار كسيرَ الجناح     طليق الفؤاد أُعاني هواكْ
فلا العشقُ ضيفٌ بدار الضباع     ولا القلبُ يحوي عقلاً حواك
وحيدٌ ومالــيَ مـن صاحـبٍ     حزينٌ ويُطرِبُني أن أراك
قريــبٌ وأنــتَ البــعيد "هـنا"     بعيدٌ وأنتَ القريب "هناك"
فقـــل للــذي يُغنّــي: "أنــــــــــا"     ترى العشق في ذا الفؤاد وذاك
فسافر إلى حيثُ تلقى الهوى     لأن الهوى سيدٌ في حِماكْ
بقلـبِ البـصير وعـيــــــن الضــرير     أرى في الحشا ما تجلّى "هناك"
لأن الحشا حين ألقى الثياب     يشاهدُ حُسْنَ قلاعَ سناكْ
٣١ نوفمبر ٢٠١٤



"حديثُ الصمت"

يبدو أنك وحدك وسط العتمة
وفي وسط العتمةِ نورْ
غربةُ روحٍ خلف السورِ تدورْ
ووسط السور تُحركُ اطرافَ شفاهٍ صامتةٍ
لا عجميةَ لا عربيةْ
ضاع الفكر بقيد الحرفِ، والروحُ تعانقُ طرفَ الخيطِ المستور
تتجلّى... ترفعُ أغشيةَ القيدِ
ووجهُكَ صُبحٌ يتمايلْ
الحق أقول: ليس  الحقُّ يُقال..!
بل داخل أوعية العقل، أوعية الصمت
والقلبُ الإنسيُ ذبول
يتمنى الصرخة. لكن الحق أعمقُ من كلِّ الصرخات
فكيف لمن خنق الحق أن يسمعني؟!
ربط الحبل على عنقي وقال: تكلم!
إنّي اختنق
فلسانيَ ما عاد يُعبِّرُ بالحرفِ، عادَ جنينياً
وأنا حول حروف الكون أدور
٢٥ مارس ٢٠١٥ 


"حديث الصمت II"
لا تستهزأ بالصمت أبداً
إسألني عن دهاليزه وأُجيب
أنه ليس الجهل دائماً، إنه الإنسحاب إلى الداخل
بحيث تبلغ ثورية الفرد مداها الأوسع
فلا يجد انيساً يصارحه إلا نفسه
لا تُهِن الصمت أمام ضجة الأصوات المرتفعة
ولا تستخف بالمتلكئ في مقابل صاحب اللسان الفصيح
فالمتلكئ قد يتسع به المعنى بحيث لا تُحيط به اللغة، فهو ليس عاهة، ولا عيب دائماً
ولا تُبجِّل المتزمت المحرِّم لكل شيء امام الراقصين المحبين للحياة
فمن يدعي انه يعلم؟!
ربما لم يجد الراقصون إلا الرقص وسيلة مجانية يعبرون من خلالها سيل الهموم والآلام
٢٦ يوليو ٢٠١٥


كالأنبياءِ أُمارسُ إغترابي
كالحيارى في حضرةِ المجهول
كالموت وهو يُعريْ الروح
كالصمت حين يُفصح عن اكاذيب الحروف
كالألحان في حضرة اللغة
كالحقائق وهي تفند المقدس
كقوة الغيب في مواجهة السلاح
كالذي ليس كمثله شيء ولا شيء يعرفه
وحدي أسير، لا شريك لي، ولا حتى هو
٢٩ يوليو ٢٠١٥


"نار"
أبحث عن وجهك في الماء
حدقتُ طويلاً
حدّقتُ، صرختُ بكلِّ حبالي الصوتية: يا ماء...!
فرأيت القمر يطالعني 
كأن النار إنقلبت ماء
حدّقتُ طويلاً
مددت يديَّ أغرفُ شيءً
عُد يا ماء
إشتعلتْ في أطرافيَ نارٌ
كأني نونٌ - نونُ الكونْ -
والألفُ التيه
والنجم يدور
ووحيدٌ يشقى حرف الراءْ
٣١ يناير ٢٠١٦


كأنَكَ في هذا العالم وحدكْ
بل رغم الكثرة من حولك انت وحيدْ،
وتحب الوِحدة كالليل..!
من يعرف كنه الليل؟! وما يدور في فراغات الأشياء؟!
أنت العدمي، وفي العدم تتحد مع المطلق
لكنك لا ترغب أن تتحد في تلك الروح الأشياء
كالنجم تدور على نفسك وتنبذك الأفلاك
ما جدوى ذلك؟
ما جدوى كل الثورات
فاللعنة تحتضن التاريخ، وتُعيدُ الأصنام
نحن الموبوءون بصنم الفكرة، والأجسام
لستُ كحرف الجرِّ أجرُّ الأشياء إليَّ
لستُ نبياً، لا أمتلك حرف الشعر ولا حرفاً
ما جدوى ذلك؟!
ما أنتَ؟ أنا العدميُّ، وفي العَدَمِ تتجلى للنور الأشياءْ
كيف اتحدتْ كيف انفصلتْ عنه؟!
تاه الفكرُ وجنَّ الماء
كأن البغي واحة ماء والشرف الصحراء
يا من تسمع هذا الليل خذني
أنا لست من هذا العالم خذني
فقد اتحدتْ نارٌ في نفسيَ والماءْ!
٥ فبراير ٢٠١٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق