الخميس، 9 يونيو 2016

القصبي وكوميدياه السوداء للتعصب المذهبي


  • القصبي وكوميدياه السوداء للتعصب المذهبي

  • قراءة تحليلة لحلقة "على مذهبك" من برنامجه "سيلفي٢"



  • نصف الصورة "سراب"

  • هناك صورة قد نُشرت على صفحات الانترنت قد قُسِّمت إلى نصفين: نصف يُظهر القاتل قتيلا، والنصف الآخر يُظهر القتيل قاتلاً، ولكن الصورة الحقيقية هي التي يمكن ان نطلقها على من شاهد المشهد كاملاً بكل حقيقته وموضوعيته
    كان قد دعاني احد الاصدقاء لمشاهدة الحلقة إلا أن الوقت قد سبقني للحاق بها وحين عدت لشقتي كنت قد فتحت التلفاز على الثلث الأخير من المشهد: "ناصر القصبي في الحسينية، وكأنه يقدم شخصية رجل الدين الشيعي الصفوي كما سماه شريعتي، وهو الذي يهتم بالخرافة دون الحقيقة، ويحب لكنه لا يعرف" ومن هنا يأتي الغلو. وبالرغم من أنني اصبحت أميل للقراءات الأدبية والفلسفية الإنسانية على القراءات الدينية، إلا أنني قد أختلفت مع صديقي الذي شاهد الحلقة كاملة بصورتها الكوميدية المنصفة. وما كان مني إلا أن أعدت على اليوتيوب دمج الصورة لتتضح. ويمكن ان يشاهد آخر تلك الصورة كاملةً ولكنه سينظر إلى ما يمسه منها اي سينظر لتلك الحلقة على أنها تمسه هو فقط. وليس ضعفاً ان يخطئ الإنسان في رؤيته أو أن تكون ناقصة ولكن الضعف هو أن يرى الصورة كاملة ولا يعترف بها


    كوميديا سوداء

  • تُعَرَّف الكوميديا السوداء على أنها تُقدم أسوء ما في الواقع بصورة ساخرة. فمن قال بأن الحلقة هي عبارة عن تشويه للشيعة او تشويه للسنة، فإن الواقع هو ليس في الحلقة بل الحلقة هي انعكاس لأسوء ما في الواقع الشيعي والسني، فعندما يقول القصبي مثلا بلسان رجل الدين الشيعي: "بأن من لم يعترف بكامل الطقوس الشيعية فلن يشم رائحة الجنة" وعندما يقول في مقولة اخرى لإبنه الذي تربى في بيئة سنية: "نروح الحسينية بس مو تفجر!" لا يعني في الأولى أن الشيعة حقاً يؤمنون بعلاقة الطقوس والجنة ولكن هناك الكثير من الاصوات الشيعية الصفوية او التشيع الاسود كما سماه شريعتي تصرح علانية على الفضائيات مثلاً: بأن من لم يوالي علي بن أبي طالب مهما فعل من خير ومهما فعل من أعمال في خدمة الناس وحتى لو كان مسلماً لا يدخل الجنة!
    في الجانب الآخر لا يعني قول القصبي لإبنه المتربي تربية سنية "مو تفجّر" بأن الآخوة من الطائفة السنية يدعون لتفجير الشيعة ويحلون دماءهم، ولكن هناك نموذج بارز في الفضائيات السلفية المتشددة يدعوا بصورة واضحة لمهاجمة الشيعة وحلية دمائهم، بل وغيرهم من المتصوفة والزيدية واهل الشرك! فالحلقة هي عبارة عن كوميديا سوداء فلا نحملها اكثر مما هي عليه، اي ما نحمّله النقاد العلميين. فالتشويه للتشيع والتسنن هو حادثٌ من داخلهما، ولا ننتظر حلقة سلفي لتشوههما، وعلى الاصوات المنصفة من التسنن المحمدي والتشيع العلوي ان تجتمع لنبذ هذين النموذجين من التعصب الأسود الفاقع

  • *أحمد السعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق