الأربعاء، 1 يناير 2014

خِيانَة عَبقَرِيَة/ بوح

ملف:Justus Sustermans - Portrait of Galileo Galilei, 1636.jpg
غاليليو غاليلي
أعدمته الكنيسة  عام 1616 لقوله بمركزية الشمس ودوران الأرض حولها

بوح

 
غرباء
إذ نمشي على طريق يرسمُ منذ الولادة
متوهمين أنه طريقنا
ندافع عنه بكل شراسه بالتلقين
ولكننا لم نساهم يوما في صناعة حدث ما
غير إنشغالنا اليومي بالجدال حول حياة الأموات
ثم نخلد للنوم
دون القيام بأي عمل أكثر أهمية لوحدتنا وحاضرنا
ولكن من رسموا طريقهم هم فقط من خلدهم التاريخ
أما البقية فيولدون غرباء ويموتون غرباء
مجرد نسخة مكررة لجواز سفر أحدهم
وعندما قرر أحد الحاضرين أن يلون تلك النسخة
بغير الأسود والأبيض
ثارت الأوراق الباقية
فقالت:
نحن الأبيض وهناك الأسود فمن أين جئت بهذه الألوان الغبية والغريبة؟!
فأجاب الملون: إنه العالم!
مُزِّقت الورقة وثارت الصفحات
لأن المتعدد في ذاته والمحب لجميع ألوان الحياة
كان لا يملك وقتا ليحمل في ذاته لعنه العقل الجمعي.
 
بعد عدة قرون جمعوا فتات الصفحة الملونة
لأنهم إقتنعوا أن اللونين الأبيض والأسود لا وجود لهما
والحقيقة أن الطبعة الأصلية هي الملونة
وصديقنا الممزق كان الأقرب للحقيقة.
 
 
خيانة عبقرية:
 
إن قتل جالينوس وبقراط المعترف بهم اليوم كأكبر أطباء الحضارة اليونانية
وإعدام غاليلو من قِبل الكنيسة لقوله بدواران الأرض
ومهاجمة منطق إبن خلدون الذي امسى اليوم أول من أسس لعلم الإجتماع الحديث في الحضارة العربية الإسلامية
لهو أكبر دليل على إنحطاط العقل الجمعي البشري.
 
يقول الوردي في كتابه خوارق اللاشعور: "كلما كان الإنسان أكثر إجتماعية كان في رأي (شوبنهور) أقل عبقرية وأكثر إبتذالا"
ذلك يعود لطبيعة الإنسان وتأثره بالعقل الجمعي المحدود والإبتذال لإرضاءه. وكلما إقترب من ذلك العقل كان أقل إبداعا خصوصا إذا كان العقل الجمعي خاملاً وتقليدي, وكذلك أقل ميولاً لفطرته الإنسانية اللامحدودة والطبيعية المتقبله لكافة ألوان الحياة والبالغة الخير والجمال.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق